تاريخ الجزائر كبير كبر رجالها , وأعلم أنه لا يسعني حصره في بعض السطور, ولكن اعتزازي وفخري بوطني جعلتني
أغترف غرفة من بحره الواسع لأروي بها فؤادي , وأضع بين أيديكم صفحة من تاريخنا العربي والإسلامي والجهادي العظيم
فتاريخ الجزائر ضارب في عمق وجذور التاريخ...
الجذور الأولى لتاريخ الجزائر 500.000 سنة ق.م
دلت الحفريات التي عثر عليها في الجزائر (الطاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان في أرض الجزائر
قبل أزيد من 500.000 سنة ( أي من العصر الحجري )
ثم تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13.000-8.000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي
تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس
(7.500 إلى 4.000 ق.م) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة من الصحراء.
الحضارات التي مرت بالجزائر قبل الميلاد إلى بدايات التأريخ الميلادي
وهي حضارات مرت بداية من فترة 2500 سنة ق.م بوصول القرطاجيين للجزائر وتأسيس مدينة عنابة ثم تعاقبة بعدها عديد الحضارات نذكر هنا نوميديا، بلاد النومادوس، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، و موريطانيا القديمة غربا، ممثلة بالجزء الشرقي للجزائر حاليا . . النومادوس، هم البدو شبه الرحل، منقسمين لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا الأكبر) أما الغربيون فهم الماسايليين . . خلال الحرب البونية الأولى، اتحد الماسايليون تحت قيادة الملك صيفاقس ، مع قرطاجة، حين اتحد الماسليون بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا في يد ماسينيسا بعد انتصار الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية. ثم في 429م دخول الوندال أرض الجزائر بقيادة جيسيريكو إلى سنة 533 إلى 646 م بيليساريوس، جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، و يلحق المنطقة بروما الشرقية .
في 950 سنة ق.م هزم الأمازيغ فراعنة مصر القدامى واعتلى زعيمهم شيشناق للعرش الفرعوني بعد هزيمته لرمسيس الثالث غير أن معظم الباحثين يرجح أن شيشناق تمكن من الوصول إلى الكرسي الفرعوني بدون أي مقاومة وبإستسلام الفراعنة آنذاك ...
دخول الإسلام إلى الجزائر في 647 م
فتح العرب البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار في 647م ، الذي صادق كسيلة الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها . مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم كسيلة المرتد في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن الميلادي . عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة ).ظهر بعدها التشيع الاسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح هؤلاء بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق رافق تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م .
سيطر على البلاد العديد من السلالات : (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون)
حكم العثمانيين الإسلامي في 1518م
دخل الإسبان على الجزائر من وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية و جيجل بالاخوة عروج، حيث قام باربروس عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية . بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار الجهاد ). تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535 بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا . في سنة 1827 م قام الداي حسين (حاكم الجزائر) بطرد القنصل الفرنسي من مجلسه مشيراً إليه بالمروحة، فاعتبرتها فرنسا إهانة لها. و بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة 1830م .
الجزائر الحاكم الأول والوحيد في البحر المتوسط
اعتبر البحر المتوسط محمية الاسطول الجزائري و رجاله، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، مقابل حمايتهم .
الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد حرب تحريرها، تعرضت سفنها للجهاد البحري ، حيث تم بيع ركابها كعبيد، تلى هذا، خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على القرصنة في سواحل المتوسط . رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة اتفاقية مع داي الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار خلال 12 سنة، مقابل حماية مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من مدخولها السنوي سنة 1800 .